شركة عملاقة يناهز عمرها 148 عاماً، اشتهرت بهواتفها النقالة التي تهافت عليها الكبير قبل الصغير، وأرباح هائلة كانت محطّ حسد من نظيراتِها، ولكن للأسف، وبحسب المقولة: “دوام الحال من المحال”، فجاء اليوم الذي قد نقول فيه لهواتف Nokia وداعاً.
قرار الشركة التي تتخذ من فنلندا مقراً لها ببيع أنشطة هواتفها لم يأتِ من فراغ، فلقد قلّت مكانتها في السوق وشهدت انحدار مبيعاتها أمام أعينها وتحول أرباحها إلى خسائر.
بلغت الحصة السوقية للشركة 39%، من سوق الهواتف عام 2009، ولكنها بدأت تتناقص عام 2010 لتصل إلى 16%، عام 2011، وتدهورت إلى 5%، العام الماضي.
جاء هذا الانخفاض الحاد نتيجة احتدام المنافسة والاستخدام المتزايد للأجهزة الذكية ذات شاشات تعمل باللمس، مثل iPhone والأجهزة التي تعمل على نظام Android المطور من Google التي لم تستغله نوكيا بما فيه الكفاية كما فعلت سامسونغ.
وقد أدت هذه العوامل إلى تدهور سعر السهم من 40 دولاراً في أواخرعام 2007، إلى ما دون دولارين في منتصف 2012.
لكن نوكيا حاولت استرداد مكانتها في السوق، حيث أعلنت عن شراكة استراتيجية بينها وبين مايكروسوفت في فبراير من عام 2011، لاستبدال نظام تشغيلها بـ Window Phone التابع لمايكروسوفت.
ولكن يبدو أن هذه الخطوة ألحقت الضرر أكثر من النفع، إذ بعد ارتفاع مبيعاتها عام 2010، بشكل طفيف إلى 56 مليار دولار، انخفضت المبيعات إلى 51 مليار دولار، وواصلت هبوطها إلى 40 دولار العام الماضي.
أما بالنسبة لأرباح نوكيا فقد وصلت إلى 1.1 مليار عام 2009، لكنها تكبدت خسائر بنحو 4 مليارات دولار العام الماضي.
وبعد احتلالها المركز الأول كأكبر بائع للهواتف الذكية من عام 1998 إلى 2012، سقطت لتحتل المكانة العاشرة في العام الحالي.
وبقرار بيع هواتفها النقالة ستفتح شركة نوكيا صفحة جديدة لكن دون رنتها الشهيرة.